السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة والأخوات الأعزاء ..
الزملاء والزميلات أعضاء المنتدى ..
الإيمان ضرورة نفسية وإجتماعية .. واللادينية والإلحاد .. إفلاس فكرى ومعنوى .. وفوضى أخلاقية وإجتماعية ..
والإلحاد هو الميل عن الصراط المستقيم .. وهو مذهب مادى .. لا يرى فى الوجود إلا المادة .. وينكر وجود الروح والعالم الغيبى .. ويقرر أن العقل والمخ شىء واحد .. والملحد هو العادل عن الحق .. المدْخِلُ فيه ما ليس منه .. يقال قد أَلحَدَ فى الدين .. ولحَدَ أَى حاد عنه .. والملحد هو من ينكر وجود خالق للكون أو الإنسان .. ويدعى أنهما وجدا صدفة .. أى دون قصد .. ولنرى سوياً ماذا يقدم هذا الإلحاد البائس للبشرية ..
الإيمان والصحة النفسية
مفهوم الصحة النفسية:
الصحة النفسية حالة من الإتزان والاعتدال النفسيين الناتجين عن التمتع بقدر من الثبات الإنفعالى الذى يميز الشخصية .. وتتجلى فى الشعور بالطمأنينة والأمان والرضا عن الذات والشعور بالسعادة ..
حقيقة الصحة النفسية:
فطر الله سبحانه وتعالى النفس البشرية على مكابدة نوازع الشر والغرائز وأشواق الروح .. وفى مسار التقرب الى الله وتزكية النفس يرتقى الإنسان مراتب الصحة النفسية التالية:
أولاً .. السلامة النفسية: هى مرتبة النفس المتوازنة التي يتمتع صاحبها برؤية واضحة عن وجوده وعن الكون وعن الحياة .. نتيجة إيمانه بربه وثقته فى عدله وحكمته وحسن تدبيره وتقديره ..
ثانياً .. الكمال النفسى: وهى مرتبة النفس المطمئنة الراضية .. التي تشربت الخير فصار سجية لها وأنطبعت على الإستقامة .. فصارت منهجاً لها ..
المرض النفسى ودرجاته:
المرض النفسى: هو نوع من الفساد يصيب النفس يخرج بها عن حد الإعتدال والتوازن .. فيفسد بذلك إدراكها ويلتبس عليها الحق بالباطل .. وتضعف إرادتها وتنحرف ميولها ..
درجات المرض النفسى: تتفاوت حدة المرض النفسي حسب درجة هشاشة الإنفعالات النفسية وحدة فقدان السيطرة على المشاعر والأفكار والسلوك .. ومن مراتب المرض النفسى:
1- القلق والخوف المرضى: وهو حالة شعورية من الضيق والخوف غير المبرر من المجهول المصحوب بإنعكاس عضوى على أغلب أجهزة الجسم ..
2- الأمراض النفسية العقلية: وهى أمراض نفسية متنوعة ترجع في جذورها الى الشعور بالحرمان العاطفى والمادى وإلتباس مفهوم الحياة والموت .. ومن أعراضها الوسواس القهرى والإكتئاب ..
3- الأمراض الناشئة عن التطرف فى حب الذات: وهى أمراض نابعة من الخضوع المطلق لرغبات النفس وأهوائها وفقدان السيطرة عليها .. ومن أعراضها: الكبر .. والأنانية .. والغرور .. والتبجح .. والإدعاء ..
علاقة الإيمان بالصحة النفسية:
الإيمان بالحقائق الدينية منبع كل طمأنينة نفسية وشعور بالأمن .. والتوازن .. والتوافق .. والسكينة .. والسعادة:
أولاً .. الإيمان بالحياة الباقية وطمأنينة الخلود: إن الفناء هو أقصى ما يرعب الإنسان ويتعسه .. وكل من يعتقد أن حياة الإنسان منتهية بالعدم يكون عيشه هـَوَلا لا يطاق وعبثاً عقيماً .. والمؤمن يعيش مطمئناً إلى عقيدته الإسلامية التي تبشر بالوجود الحقيقى (الخلود) الذى يتحقق فيه كمال الإنسان المطلق وسعادته الأبدية وتعتبر الحياة الدنيا معبراً وحيداً للحياة الخالدة .. ومزرعة للآخرة والموت رحلة إنتقال نحو الكمال ..
ثانياً .. الشعور بالتكريم الإلهى ورفعة التكليف: يشعر المؤمن بشرف الوجود الإنسانى ورفعة مقام هذا الكائن الذى أنتخبه الله من بين الموجودات وهيأه لمهمة الإستخلاف فى الأرض .. ويدرك سمو هذا التكليف الذى أصبح به الإنسان يمتلك إمكان الترقى والتسامى فى مدارج الكمال النفسى ..
ثالثاً .. الخضوع لله والشعور بالمساندة: تتصف العبادة فى العقيدة الإسلامية بالشمول .. مما يجعل من حياة المؤمن توجهاً مستمراً نحو الله العلى بالخضوع والذلة لأمره فى الفعل والقول والشعور ..
رابعاً .. سكينة العبودية: يتحرك المؤمن فى هذه الحياة وهو يشعر بمعية الله ولطفه وتأييده .. فيتوكل على ربه .. فتسكن نفسه وتتخلص من الهم والغم والجزع والقنوط ..
كيف نكتسب الصحة النفسية .. ؟!
من وسائل أكتساب الصحة النفسية والتى يجب على كل إنسان أن يجتهد فى طلبها:
أولاً .. الفهم الصحيح للوجود والمصير: إن أغلب الأمراض النفسية منشؤها المعاناة الوجودية التى تؤرق عقول الحائرين فى فهم معاني الحياة والموت والمصير بسبب إفتقادهم لمرشد او هَادٍ يهديهم إلى الحق .. فعلى الإنسان أن يخصص من وقته زمنا للتفكير فى نفسه وفى آلاء ربه .. وفى مصيره بعد رحيله ..
ثانياً .. تقوية الصلة بالله: وتتم بعبادة الله كما أمر والإجتهاد فى ذكره والتقرب إليه بالطاعات والنوافل طلبا لحبه ورضاه ..
ثالثاً .. التقوى والإستقامة: التقوى هى مراقبة الله تعالى فى القول والفعل والنية سراً وعلناً والعمل بمقتضى كتابه والإستعداد ليوم لقائه .. ومن أتقى الله إستقام على منهجه وسارعلى هدى نبيه صلى الله عليه وسلم ..
وبهذا يتحقق للمؤمن .. صاحب النفس الراضية المطمئنة .. السعادة المنشودة .. والتوافق النفسى والإجتماعى ..
يقول الإمام إبن تيمية: [ما يفعل أعدائى بى ؟! .. إن سجنى خلوة .. ونفى سياحة .. وقتلى شهادة .. وأن جنتى وبستانى فى صدرى .. أنى رحتُ فهى معى لا تفارقنى] إهـ ..
ويقول الإمام إبن القيم: [فى القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله .. وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله .. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله] إهـ ..
ويقول الشيخ عائض القرنى: [السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وضياؤها .. الإيمان بالله] إهـ ..
ويقول الإمام حسن البنا: [إن السعادة التى ينشدها الناس جميعاً .. إنما تفيض عليهم من نفوسهم وقلوبهم ولا تأتيهم من خارج هذه القلوب أبداً .. وإن الشقاء الذى يحيط بهم ويهربون منه .. إنما يصيبهم بهذه القلوب والنفوس كذلك] إهـ ..
ويقول الدكتور يوسف القرضاوى: [ولقد علمتنا الحياة أن أكثر الناس قلقاً وضيقاً وإضطراباً وشعوراً بالتفاهة والضياع .. هم المحرومون من نعمة الإيمان وبرد اليقين] إهـ ..
ويقول على عزت بيجوفيتش: [المادية تؤكد دائمـاً ما هو مُشترك بين الحيوان والإنسـان .. بينما يؤكد الدين على ما يُفرق بينهمـا] إهـ ..
ويؤكد على هذا المعنى الدكتور هنرى لينك .. الطبيب الأمريكى الشهير فى كتابه (العودة إلى الإيمان): [إن كل من يعتنق ديناً أو يتردد على دار للعبادة .. يتمتع بشخصية أقوى وأفضل ممن لا دين له أو لا يزاول العبادة] إهـ ..
ويقول الفيلسوف وعالم النفس الأمريكى الشهير وليم جيمس: [إن أمواج المحيط المصطخبة المتقلبة لا تُعكر قط هدوء القاع العميق .. ولا تُقلق أمنه .. وكذلك المرء الذى عمْق إيمانه بالله .. لا تعكر طمأنينته التقلبات السطحية المؤقته .. فالرجل المتدين حقاً آمن من القلق .. محتفظ أبداً بإيمانه .. مستعد دائماً لمواجهة ما قد تأتى به الأيام من صروف ونوازل] إهـ ..
ويقول الكاتب وليم كوبر: [إن الإنسان الذى يعيش بدون الإيمان بالله هو إنسان موجود فعلاً .. لكنه غير حى على الإطلاق] إهـ ..
ويقول الروائى ستاندال: [الحياة الحقة تبدأ منذ اللحظة التى تتعلق فيها بالله] إهـ ..
ويقول الفيلسوف أغسطينوس: [إن الله قد خلق الإنسان لنفسه .. ولهذا فإن الإنسان لا يهدأ ولا يستريح إلا فى رحابه] إهـ ..